من خلال الخارطة التفاعلية لانتهاكات حقوق الإنسان، تقدم مواطنة لحقوق الإنسان، للباحثات والباحثين، والصحفيات والصحفيين، وللمؤسسات والجهات، وللفاعلين الدوليين والمحليين المعنيين باليمن، بيانات دقيقة، حول الآلاف من وقائع الانتهاكات التي وثقتها المنظمة، والتي طالت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، حيث جمعت المنظمة عشرات الآلاف من الشهادات والإفادات، تورطت في ارتكابها منذ اندلاع النزاع أواخر العام 2014، 10 أطراف رئيسية، في 21 محافظة يمنية، موزعة على 32 نمط انتهاك، وتُتيح الخارطة التفاعلية خيارات البحث وفق مُدخلات ومخرجات بحثية متعدة، بحسب الأنماط، الأطراف، التواريخ، الأماكن والمواقع الجغرافية والمُحافظات، وأعداد الضحايا من المدنيين، وأعداد النساء، وأعداد الأطفال، وغيرها من المُدخلات البيانية والمعلوماتية.
وتسلط الخارطة التفاعلية، الضوء، على انتهاكات التحالف بقيادة السعودية والإمارات وجماعة أنصار الله (الحوثيون) و الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً و المجلس الإنتقالي الجنوبي والقوات المشتركة و الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الأمريكي -البريطاني و القوات الإريترية وتنظيمات إرهابية و القوات الإسرائيلية. بالإضافة لذلك، تقدم مواطنة، من خلال الخارطة التفاعلية جُملة من المؤشرات الإحصائية، ذات الصلة بعمل المنظمة على انتهاكات حقوق الإنسان، كعدد الشهادات والإفادات الموثقة، وعدد الزيارات الميدانية، وعدد عمليات المتابعة القانونية، وعدد الضحايا المُفرج عنهم، وعدد التقارير الدراسات التي أصدرتها المنظمة.
وقالت رضية المتوكل، رئيسة مواطنة لحقوق الإنسان: " تأتي خطوة إطلاق مواطنة، للخارطة التفاعلية لانتهاكات حقوق الإنسان، في اليمن، في إطار رؤيتها للتحول الرقمي، من خلال مجموعة من الخطوات، لتحقيق رؤية أوسع، لبناء ذاكرة حقوقية، سعياً للإسهام في حفظ حقوق الضحايا، ومن أجل المساءلة والإنصاف وجبر الضرر، وفي عمليات العدالة الإنتقالية المستقبلية في اليمن"، وأضافت المتوكل: " إن الخارطة التفاعلية، مساحة جديدة للتذكير بالضحايا المدنيين اليمنيين، الذين يتم تجاهلهم وتجاهل ما طالهم من انتهاكات مروعة على مدى سنوات الصراع، وللتذكير كذلك، بتقاعس المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته لمحاسبة المنتهكين وجبر ضرر الضحايا، في ظل نظام دولي، يعزز سياسة الإفلات من العقاب، ويتعامل مع أزمات حقوق الإنسان، بمعايير مزدوجة".
وأكدت مواطنة، أن ما تعرضه من خلال الخارطة التفاعلية، لا يفيد الحصر، وأن ما تتضمنه الخارطة التفاعلية، وأنه فقط عرض لما وثقته مواطنة وتحققت منه وفق منهجيتها، وأنه يمثل جانب من الانتهاكات التي طالت المدنيات والمدنيين، في اليمن، بعد أن عملت مواطنة على مدى سنوات الحرب، على توثيق وقائع انتهاكات حقوق الإنسان، بمنهجية عمل استقصائية، ميدانية، طبقاً لأفضل المعايير، من أجل الوصول إلى معلومات دقيقة حول وقائع الإنتهاكات وملابساتها وهوية الضحايا، وجمع الشهادات والإفادات والأدلة والقرائن والسجلات والوثائق ذات الصلة، وتوثيقها، وصولاً لتحديد المسؤولية عن ارتكابها.
وأفادت مواطنة، أن فرقها الميدانية، تواصل توثيق انتهاكات حقوق الإنسان، في مختلف مناطق اليمن، وأن نتائج تلك التحقيقات، ستشكل مدخلات دورية لتحديث بيانات الخارطة التفاعلية، ومؤشراتها، كأداة جديدة، تُقدم صورة دقيقة، لواقع حالة حقوق الإنسان، في اليمن، بالإضافة لغيرها من الأدوات التي تقارب من خلالها المنظمة، مسائل حالة حقوق الإنسان، والإضاءة عليها، كالدراسات والتقارير والبيانات والمدونات والوسائط المتعددة، وغيرها من الإصدارات.